الواقع المختلط يحدث ثورة في العالم التكنولوجي تقرير : رنا اشرف سرعان ما أصبح الواقع المختلط ، وهو مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز ، أحد أكثر التطورات إثارة في…
رغم استحواذهما على 70% من المكاسب.. الذكاء الاصطناعي يُشعل الصراع بين أمريكا والصين
كتبت: رنا أشرف
الصراع بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في مجال الذكاء الاصطناعي لا يتوقف عند حد، حيث تتنافس الدولتان للسيطرة على هذا التكنولوجيا التي ستكون محورا مهما في الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة، وقد خلق هذا الصراع مخاوف شديدة فيما يتعلق بأمن المعلومات.
خدمات رقمية
يعود تاريخ هذا الصراع إلى عام 2017، عندما أطلقت الصين خطة “صين 2025″، والتي استهدفت جعل الصين الدولة رقم 1 في الذكاء الاصطناعي في العالم، وفي المقابل، سعت الولايات المتحدة إلى الحفاظ على مكانتها كقوة رائدة في هذا المجال، وتريد منع الصين من الاستحواذ على تقنيات حاسوبية متقدمة ومعلومات متعلقة بالذكاء الاصطناعي.
وتمثلت مظاهر الصراع بين البلدين في الحظر الأمريكي على بعض الشركات الصينية المتخصصة في تطوير وتجارة التكنولوجيا، مثل شركة هواوي، والتحذيرات الصينية من النزاعات التجارية والاقتصادية التي يمكن أن تؤثر على العلاقات بين البلدين.
التقارير الدولية تؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح يسهم في تكثيف المنافسة الثنائية بين البلدين، حيث يدفع كلا البلدين إلى السباق المحموم في الابتكار والنمو الاقتصادي والقوة الوطنية الشاملة. علاوة على ذلك، تؤدي تطبيقات الذكاء الاصطناعي أيضًا إلى تفاقم الأسئلة حول دور الحكومة في حماية الحريات الفردية، وزيادة المنافسة بين الرأسمالية الاستبدادية والديمقراطية الليبرالية.
وخلال السنوات القادمة سيكون التحدي الأساسي لصناع السياسة في الولايات المتحدة هو إدارة الضغوط التي يسببها الذكاء الاصطناعي في ظل التقدم الصيني المذهل في هذا المجال.
وفي مارس 2016، تم إطلاق نظام Google المدعوم بخوارزمية الذكاء الاصطناعي، وفي هذا الإطار دخل اللاعب الصيني Lee Sedol ، بطل العالم 18 مرة في لعبة Go الشهيرة المعقدة في صراع مع برنامج ذكاء اصطناعي أمريكي في هذه اللعبة، وأمام جمهور يزيد عن 280 مليون مشاهد معظمهم من الصينيين ، انتصر الذكاء الاصطناعي الأمريكي على اللاعب الصيني، وكان ذلك مؤشرا على اشتعال الصراع بين البلدين.
وبعد أكثر من عام، وتحديداً في يوليو 2017، كشفت الصين عن خطتها الوطنية للاستيلاء على غنائم الذكاء الاصطناعي. حددت الصين أهدافها في “خطة تطوير الجيل الجديد للذكاء الاصطناعي، ودعت الصين إلى اللحاق بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته بحلول عام 2020، وتحقيق إنجازات كبيرة بحلول عام 2025، وأن تصبح الصين دولة رائدة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. وقد عزز الرئيس شي جين بينغ هذه الأهداف، وجاء ذلك في خطابه التاسع عشر في المؤتمر الحزبي في أكتوبر 2017.
وما زاد من تأجيج القلق هو بعض الخطابات الرسمية الصينية، التي تعزز الاندماج العسكري- المدني للتطور التكنولوجي لتقويض الميزة التنافسية لأمريكا. وقد تفاقم هذا القلق من خلال مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، وهي مبادرة عالمية ضخمة يخشى البعض في الولايات المتحدة أنها ستمكّن بكين من وضع معايير تكنولوجية عالمية، وهو ما خلق خالة من الهيستريا الأمريكية تجاه النفوذ الصيني في هذا المجال.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين دعوات إيجابية للتعاون الاقتصادي والعلمي، ومحاول “فصل” العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية عن الصراع السياسي والعسكري بين البلدين، وتتواجد مصادر الابتكار الرائدة في أمريكا بشكل متزايد في قطاع التكنولوجيا المرتبط بعمق مع القطاع الصيني، وهناك مستويات عالية من التعاون بين الباحثين والمهندسين في كلا البلدين، ويتجلى ذلك في أعداد متزايدة من الأوراق الأكاديمية التي تمت مراجعتها بشكل مشترك، فضلا عن المستويات العميقة من الاستثمارات المشتركة الأمريكية والصينية في الشركات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي في كلا البلدين. ويحذر خبراء التكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية من عزل قطاع التكنولوجيا الأمريكي عن الصين، واستبعاد الشركات الصينية من الولايات المتحدة، حيث سيقلل ذلك من القدرة التنافسية للشركات الأمريكية.
ووفقًا لدراسة أجرتها شركة Price water house Coopers فإنه من المحتمل أن تستحوذ الولايات المتحدة والصين على 70% من 15.7 تريليون دولار وهي المكاسب المفاجئة التي من المتوقع أن يضيفها الذكاء الاصطناعي إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
وتتميز الولايات المتحدة الأمريكية والصين عن غيرهما من الدول في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال سمات فريدة غير متكررة في أي دولة أخرى تقريبًا، وتشمل هذه السمات: الخبرات البحثية ذات المستوى العالمي، وتجمعات رأس المال، ووفرة البيانات، والسياسات الداعمة، وأنظمة الابتكار البيئية شديدة التنافسية، ومن بين حوالي 4500 شركة عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم، يعمل حوالي نصفها في الولايات المتحدة ويعمل ثلثها في الصين.