"بالصور".. ثورة المبدعين في هوليوود تُشعل أول مظاهرة ضد الذكاء الاصطناعي

كتب: شريف عماد

الذكاء الاصطناعي الآن يقوم بمهام الكتابة والتأليف وتقديم المؤثرات وكتابة السيناريوهات والتمثيل أيضا، لهذا يرى خبراء صناعة السينما والدراما أن المستقبل سيحمل الكثير من الأشياء المذهلة، خاصة بعدما اقتحمت التكنولوجيا الجديدة أسوار هوليوود وأصبحنا نرى مشاهد كثيرة مصنوعة بالذكاء الاصطناعي.. لكن المخيف حقاً هو تأثير هذه التكنولوجيا على مستقبل الكثير من المهن الإبداعية والتي على رأسها التأليف وكتابة السيناريو وهو ما كان سبباً في اندلاع أول مسيرة احتجاجية نظمها كتاب السيناريو والمؤلفون في لوس أنجلوس الأيام الماضية ضد الذكاء الاصطناعي.. التقرير التالي يرصد لكم هذه التحولات التي تشهدها صناعة السينما في هوليود..

في البداية، حذرت نقابة الكتاب الأمريكيين، التي تمثل كتاب الدراما والأفلام، من التوسع في استخدام برامج الذكاء الاصطناعي بما يؤثر على حقوق الكتاب، خاصة في ظل التوسع في استعانة المنتجين ببرنامج الدردشة شات جي بي تي في كتابة السيناريوهات، وهو ما دفع بعض كتاب السيناريو للتظاهر خوفاً من المدى الذي قد تصل إليه ثورة الذكاء الاصطناعي، خصوصاً بعد فشل المفاوضات بين شركات الإنتاج والمنصات الرئيسية ونقابة كتّاب السيناريو الأمريكيين (Writers Guild of America) التي تمثل 11500 من مؤلفي النصوص السينمائية والتلفزيونية.

وبعيدا عن كتاب السيناريو، تتداخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي الآن في بعض الأنشطة والمهام الفنية في هوليود وتتمثل فيما يلي:

  • كتابة السيناريو: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل السيناريوهات الحالية وإنشاء سيناريوهات جديدة، مما قد يؤدي إلى كتابة سيناريوهات أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة.
  • التأثيرات الخاصة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تأثيرات خاصة أكثر واقعية وأشد إبهارا خاصة في مجال المغامرات مما يقلل من الحاجة إلى التأثيرات العملية ويوفر الوقت والمال في مرحلة الإنتاج، كما يحمي الممثلين أيضا من بعض المخاطر المحتملة.
  • تحليل الجمهور: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الجمهور، ومعرفة تفضيلاته، مما يساعد صناع الأعمال الدرامية على اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول الأفلام التي يجب إنتاجها والتي يحتاجها الجمهور، فضلاً عن معرفة كيفية تسويقها.
  • التوزيع: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص أفلام معينة للمشاهدين وفقا لرغباتهم وتحسين إستراتيجيات التوزيع، ويحتمل أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع مبيعات التذاكر والإيرادات.
  • القيام ببعض المشاهد لممثلين راحلين: يمكن أن تلعب نماذج الممثلين “الراحلين” الافتراضية أو المصطنعة أدوارا جديدة وكأنهم على قيد الحياة.

 ويرى خبراء السينما في العالم وفقاً لتقرير نشرته صحيفة الجارديان البريطانية أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة تخريبية للممثلين (أحياء أو غير أحياء)، كما سيهدد المهن الإبداعية لكتاب السيناريو والمؤلفين والمخرجين ومبدعي برامج الأكشن، فضلا عن تهديد مبدأ الملكية الفكرية.

ووفقا للجارديان فإن هناك تناقضات عديدة بشأن الخوف من مستقبل الفن في ضوء الذكاء الاصطناعي، حيث تشير بعض الآراء إلى الاعتراف بقوة الذكاء الاصطناعي في الإبداع ومساعدة الكتاب والمؤلفين، لكنه في الوقت نفسه يهدد مبدعي الجرافيك والمخرجين كما يهدد أيضا بإضعاف الإبداع البشري في هذا المجال. 

ومن الطريف أيضا أن وجوه الفنانين أصبحت معرضة للسرقة والتلاعب وإنتاج أفلام من بطولتهم دون مشاركتهم أو موافقتهم مما دفع الفنان الأمريكي “كيانو ريفز” للتأكيد على بند في عقود أفلامه يمنع الأستوديوهات والمنتجين من تحرير عروض رقمية له دون موافقته.  

ويحمل المستقبل الكثير من القلق، حيث إن العالم على أعتاب قدرات فائقة للذكاء الاصطناعي في مجالات الإبداع. ففي هذه الأثناء، استحوذت ChatGPT على العالم من خلال تسهيلاتها لكتابة المقالات والتقارير الإخبارية والقصائد وانتهاءً بإبداع سيناريو فيلم كامل.  

أما الرابطة الأمريكية لممثلي الصوت، وهي مجموعة مناصرة، فقد أكدت أنها ليست حركة مناهضة للتكنولوجيا أو ضد الذكاء الاصطناعي ولكنها تدعو إلى تنظيم أقوى. وحذرت من أنه من الصعب بشكل متزايد معرفة متى وأين تحل الأصوات المركبة محل البشر في الكتب الصوتية وألعاب الفيديو ووسائل الإعلام الأخرى. وقالت في بيان لها “لا نعرف ما إذا كانت أصواتنا تُستخدم لتدريب الأصوات الاصطناعية على التعلم الآلي أو لإنشاء أصوات اصطناعية يمكن أن تكون موجودة دون علمنا. نأمل أنه من المحتمل أن نتمكن من المساعدة في توجيه هذه التكنولوجيا أو أن نكون جزءًا من المحادثة أثناء تقدمها”.

ويحذر بعض المنتجين من أن صناعة الأفلام ستعتمد فقط على الذكاء الاصطناعي في المستقبل، مما سيجعل الممثلين ينقرضون، كما ستمحوا الشائعات الفنية والمقابلات التلفزيونية في وقت متأخر من الليل، والعروض الأولى للسجادة الحمراء وجوائز الأوسكار. لهذا فإن هوليوود في خطر.