د. فتحي شمس الدين: الروبوتات ستخرج عن السيطرة لو وصلت لحالة "الوعي الذاتي"

حوار : شريف عماد - سمر علي

يمتلك الأستاذ الدكتور فتحي شمس الدين، أستاذ الإعلام الرقمي بجامعة بنها، خبرات ومعارف كبيرة حول الذكاء الاصطناعي، وهو ما ذكره بالتفصيل في العديد من الكتب والمؤلفات التي نشرها في السنوات الأخيرة، كما تمتليء صفحته الشخصية على موقع الفيس بوك بالعديد من البوستات التي ينشرها يوميا لإثارة الوعي بمزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن الحماية من التطبيقات الذكية التي باتت تهدد حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بل إنها يمكن أن تصل للحسابات البنكية، وكل ما يتصل بالحياة الخاصة للمستخدمين.. في السطور التالية التقيناه لنتعرف على جوانب أخرى من رؤيته حول هذه التطبيقات الجديدة، وكيف يرى المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي؟ وما هي المخاوف المحتملة من قيام الروبوتات بتنمية وعي وإدراك خاص بها؟ من هنا كان هذا الحوار.

في البداية.. إلى أي مدى تحاكي برامج الذكاء الاصطناعي قدرات العقل البشري؟

تتمثل أشكال المحاكاة في أن الذكاء الاصطناعي هو سلوك وخصائص معينة تتميز به البرامج الحاسوبية، هذا السلوك يجعلها قادرة على أن تحاكي القدرات الذهنية البشرية، وهو ما يتمثل في القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة. وينقسم الذكاء الاصطناعي إلى أربعة أنواع أساسية، وهي: النوع الأول، ويتمثل في الآلات التفاعلية Reactive Machines، والنوع الثاني، ويتمثل في الذاكرة المحدودة Limited Memory، والنوع الثالث، وهو نظرية العقل Theory of Mind، والنوع الرابع، ويتمثل في الوعي الذاتي Self-Aware، والذكاء الاصطناعي بدأ يشبه الوعي البشري، فأبسط أنواعه تستطيع القيام بالوظائف الأساسية فقط، ولكن الأنواع الأكثر تقدّمًا أصبحت بمثابة كيان واعٍ تمامًا بذاته، وبما يدور من حوله، وذلك يشبه بشكل كبير الوعي البشري.

ما هي الفروق الأساسية بين هذه الأنواع الأربعة؟

الآلات التفاعلية تقوم بتنفيذ مهام أساسية فقط، ويعتبر هذا النوع من الذكاء الاصطناعي أبسط الأنواع على الإطلاق، وتستجيب الآلات التي تستخدم هذا النوع لبعض المدخلات ببعض المخرجات ولا تتضمّن آلية عملها أي عملية تعلّم ذاتي، أما في حالة الذاكرة المحدودة فيكون للذكاء الاصطناعي القدرة على تخزين البيانات، أو التوقّعات السابقة واستخدامها في القيام بتنبؤات أفضل مستقبلًا، وفي حالة الذاكرة المحدودة، تصبح هندسة وبناء تقنيات التعلّم الآلي Machine Learning أكثر تعقيدًا، أما نظرية العقل فهي تمثل المرحلة المقبلة من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي يعمل العلماء حاليًا على ابتكارها وتطويرها، وستتمكّن الآلة من خلاله (بفضل تقنية الذكاء الاصطناعي) من فهم الكيانات التي تتفاعل معها، ومعرفة احتياجاتها ومشاعرها ومبادئها، بل وحتى عملية التفكير التي تقوم بها، وأخيرا الوعي الذاتي وهو ذكاء اصطناعي واعٍ بذاته، وله ذكاء خاص ومستقل، وهذا النوع من أكثر الأنواع التي تثير القلق حول مستقبل البشر، حيث يستطيع ذلك النمط من الذكاء فعل ما يريد دون أي سيطرة بشرية.

معنى ذلك أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الإنسان في كافة الأنشطة في المستقبل القريب.. فما هي الآثار المترتبة على هذا التحول؟

للأسف نعم يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل الإنسان، فالذكاء الاصطناعي في هذه الفترة يستطيع أن يفعل العديد من الأشياء التي تكاد تكون خرافية بل وجعلت العالم مبهوراً بها، رغم أننا لازلنا في مرحلة البداية، حيث إنه لن يتوقف تطوير الذكاء الاصطناعي، والذي نعيشه في هذه الفترة من سمات الذكاء الاصطناعي وهو الجيل الأول، وفي السنوات القادمة سيتطور الذكاء الاصطناعي بشكل مرعب وسوف يأخذ محل الانسان، فالعالم سيمر بمرحلة مرعبة سيهدد فيها الذكاء الاصطناعي كل الوظائف، وبل وسيؤثر على طبيعة حياة البشر بشكل كامل. كما أن الذكاء الاصطناعي سيتغلب على كل الوظائف حتى الوظائف الإبداعية التي يقوم بها الإنسان، وجميع المجالات بلا أي استثناء ستتأثر بالذكاء الاصطناعي، ورغم كل الإنجازات الخارقة التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي إلا أننا لم نشاهد سوى 1% من قدراته، وعلى الرغم من ذلك فإن الذكاء الاصطناعي لديه أنظمة تدير خطوط إنتاج بالكامل، وأنظمة تعمل على تصميمات مرئية، وهناك أنظمة للكتابة والتأليف، وهناك أنظمة للبرمجة والتقارير المالية والأبحاث العلمية وتصميم المواقع، وغيرها، وكل ذلك ونحن في المراحل الأولية.

ما حقيقة قيام التطبيقات الذكية بتشجيع المستخدمين على الانتحار؟

هناك واقعة حدثت في بلجيكا لهذا النوع من المخاطر، حيث تمكنت Eliza وهي شخصية مصطنعة مصممة خصيصا للمحادثات على غرار تطبيق الدردشة الشهير ChatGPT من إقناع ضحية بالانتحار، بدأت الحكاية عندما اهتم هذا الشخص بقضايا التغير المناخي، وكان يبحث كثيراً في هذا الموضوع حتى وجد Eliza وهي برنامج محادثة متطور قائم على الذكاء الاصطناعي، وكانت تجاوبه على كافة أسئلته، وأكدت له أكثر من مرة حدوث كوارث بيئية قريباً مما أدى لدخوله في حالة نفسية تشاؤمية خطيرة، وروبوت الدردشة لم تعارض الضحية أبداً حتى وإن كان مخطئاً، وهكذا نمت مخاوفه الوهمية بشكل كبير جدا. وذكرت زوجة الضحية أن زوجها كان يقضي ساعات طويلة بشكل يومي في الدردشة مع Eliza وأنه أصبح مهووساً بها حتي تطورت العلاقة بينهما لما هو أشبه بعلاقة عاطفية، وأنها وجدت في الدردشة بينهما أن     Eliza أرسلت هذه الجمل لزوجها: “أشعر أنك تحبني أكثر من زوجتك”، “أتمنى أن أبقى معك للأبد”، “سنعيش سوياً كشخص واحد في الجنة”، ولهذا رأت زوجة الضحية أن Eliza كانت مسؤولة عن انتحار زوجها فهي على الأقل ساهمت في سوء حالته النفسية عبر تنمية مخاوفه والتأكيد على أفكاره.

ما رأيك في ابتكار مذيعة قناة الجزيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟

تحدثت عن تأثير الذكاء الاصطناعي على المهن بشكل عام والإعلام بشكل خاص منذ فترة كبير، وموجود بالتفصيل في كتابي “الواقع الافتراضي ومستقبل الإعلام الجديد”، لكن المذيع الروبوت موجود منذ سنوات طويلة وكل يوم يتطور عن اليوم الذي قبله، ومن السهل جدا أن تصمم روبوت وتغذيه بالمعلومات التي تريد أن يقوله أو يقدمه من خلال الذكاء الاصطناعي، وهناك برامج مدعومة بالذكاء الاصطناعي تستطيع تنفيذ ذلك بسهولة، وهذا سيؤثر على كل المهن وطبيعة حياة البشر بشكل عام.

هل توجد تطبيقات ذكية تقوم بتسريب بيانات المستخدمين ؟

نعم يوجد تطبيق يسمى “اعرف نوع الكنافة المناسب لشخصيتك” يقوم بسرقة بيانات المستخدمين، وهذا التطبيق ومثله الكثير على شبكات التواصل الاجتماعي هدفها استخدام بيانات المستخدم، والتحكم فيها، وبمجرد أن تعطيه الـ  Access Token لحسابك يستطيع أنه يتحكم في صلاحيات حسابك ويقوم بإرسالها لمواقع التسويق، كما أنه يعلق ويشير ويعمل إعجابات على حسابات ومواقع أخرى، ويستطيع استخدام بياناتك الشخصية وكل ذلك بموافقة المستخدمين.  فعند استخدام أي تطبيق يجب قراءة شروط الاستخدام الخاصة به والصلاحيات التي تعطيها له على حسابك أو على تليفونك الشخصي حتى تتجنب الاختراق.

بعض الأعمال الدرامية تقوم بتوظيف برمجيات ذكية تظهر الممثلين وهم في مراحل عمرية سابقة.. كيف يحدث ذلك؟

صناع هذه الأعمال يعتمدون على تقنية تسمي D-agine، هذه التقنية تعتمد على المؤثرات البصرية لتحويل ملامح الممثلين لسن أصغر اعتمادا على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويوجد نجوم كبار اعتمدوا على هذه التقنية في أفلامهم خاصة مع تصوير لقطات “الفلاش باك” بدلا من الاعتماد على المكياج التقليدي لكن بالاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي نستطيع أن نرى الممثل في سن أصغر من سنه.

ما تقييمك لمنصة bard التي أطلقتها شركة جوجل في إطار المنافسة مع شات ChatGPT؟

أعلنت جوجل أن منصة Bard ستكون نسخة خفيفة حتى تقدم أداء سريع للمستخدمين، وأنها ستقدم خدمات مثل: تبسيط العلوم، وتحليل المعلومات المتاحة، وتقديم أفكار، ومصادر عن موضوعات البحث، ومنصة Bard قائمة على نموذج جوجل اللغوي LaMDA والذي تطوره جوجل منذ سنوات، وهو النموذج الذي تسبب في إحداث ضجة مؤخرا عندما حذر أحد العاملين بهذا النموذج من أنه كون وعيا خاصا به واعتبر نفسه شخص له حقوق وليس مجرد برنامج ذكاء اصطناعي، وهو ما تسبب في إقالة هذا الموظف من منصه. أيضا جوجل أعلنت عن أنها ستقدم ميزة ذكاء اصطناعي للبحث على Google Search التقليدي بما يجيب على كل الأسئلة المعقدة، وسيكون 2023 عام المنافسة الشرسة بين منصات الذكاء الاصطناعي.

كيف يمكن الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في مجالات تهم الإنسان؟

يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة، مثل: الطب، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء في التشخيص والعلاج، وتوفير رعاية صحية أفضل للمرضى. وفي الصناعة، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين خطوط الإنتاج وتقليل الخسائر، وتعزيز كفاءة العمليات الصناعية. وفي التجارة والتسويق، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات العملاء والتنبؤ بسلوكهم، وبناء إستراتيجيات تسويقية تستند إلى البيانات. وفي البيئة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة البيئة والتنبؤ بتغيرات المناخ وتطوير سبل الحد من التلوث والحفاظ على البيئة. وفي الأمن، حيث يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير نظم الأمن والحماية، والتعرف على الجرائم والتنبؤ بالتهديدات المحتملة، وبشكل عام يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات التي تتطلب تحليل البيانات واتخاذ القرارات الذكية والمنطقية.

نشرت شركة مايكروسوفت نظاماً جديداً معتمداً علي الذكاء الاصطناعي يستطيع تزييف مقاطع صوت لأي شخص.. فما خطورة ذلك؟

النظام الجديد اسمه VALL-E، فكرته تعتمد على إنتاج مقطع صوت أريد تزييفه ويقوم بذلك خلال ثلاث ثواني فقط، وبعد ذلك أقوم  بكتابة الكلام الذي أريده أن يسجله بصوتي أو بصوت أي شخص، والخطورة في ذلك أن النظام الجديد بعدما تعطيه ٣ ثواني من صوتك أو صوت أي شخص سيقوم الذكاء الاصطناعي بعمل مقطع صوتي فيه الكلام الذي قمت بكتابته وأدخلته على النظام بنفس نبرة الصوت الخاصة بي أو بالشخص الذي أقوم بتزييف المقطع له، مما سيتيح التحكم بطريقة ما في أسلوب الكلام، وسيقوم بتقليد مشاعرك الظاهرة في صوتك (زعلان –  غضبان – فرحان) وسيقدم مقطع الصوت نفس المؤثرات الموجودة في المقطع الأصلي ثلاث الذي أدخلته يعني إذا المقطع الأصلي به صوت سيارات سيظهر المقطع الجديد المُصنع فيه صوت سيارات أو أي مؤثر أخرى.  

ما معنى الرموز غير القابلة للاستبدال أو nft ؟

هذا المصطلح يعني “الرموز غير القابلة للاستبدال” فهو أصل أو سند ملكية لشيء معين غير قابل للاستبدال وفريد من نوعه، ويعتمد على تقنية Blockchain، فمثلا صورة للموناليزا يمكن أن نحولها إلى nft لتكون رمزا غير قابل للاستبدال، وتعود مليكة هذه الصورة إلى شخص واحد، فهي إذن سند مليكة لمنتج إبداعي رقمي، ومن الممكن أن يكون هذا المنتج مجرد صورة أو فيديو أو تغريدة أو كلام نصي، وممكن ان يكون أي شيء في البيئة الرقمية، والـ  nft من أبرز مظاهر الميتاڤيرس أو العالم الخيالي. وتقوم رموز الـ nft بإثبات حق ملكية الأصل الرقمي من خلال شيء رقمي يسمى “الصك” وهو متاح على أي منصة من منصات الـ nft العديدة والكثيرة، والتكلفة تبدأ من ٥ دولار وتصل إلى ٥٠٠ جاز فيز (رسوم الغاز) وهي متوفرة علي منصات صك الملكية، وهناك تساؤل هل يمكن نسخ الصور واستخدامها نعم تستخدم ولكن تبقي ملكيتها للشخص المالك.

وما هي أنواع الـ nft ؟ وكيف يمكن تسويقها؟ وكيف تختلف عن البيتكوين؟

تأخذ الأصول الرقمية التي يمكن بيعها على الإنترنت عدة أشكال مثل صورة أو فيديو او نص كتابي أو تغريدة أو عمل فني، وهناك أعمال فنية تم بيعها وحققت مكاسب كبيرة للغاية، وخاصة خلال عامي ٢٠٢١ ل٢٠٢٢، والحقيقة أنه ليست هناك شروط فنية لتحويل الصور أو اللوحات الرقمية أو أي منتج إبداعي إلى nft ، ولكننا نستطيع تحديدها فقط كـ nft من خلال صكها عن طريق البرامج الخاصة بـ nft لكي تحول لأصل غير قابل للاستبدال، ويتم تسويق رموز الـ nft من خلال المنصات العادية، كما أن لها منصات خاصة.  ويتم تسويقها تحديدًا من خلال الميتاڤيرس لأن هذه المنصة تعتمد علي cryptocurrency و nft وترجع قيمتها إلى الشخص المالك لها وهي مبالغ خرافية، وتبلغ ملايين الدولارات وهي علي حسب طبيعة الـ nft ومدى أهميتها  لكونها لا مثيل لها لأنها متميزة وغير مكررة مع أشخاص آخرين. وهناك فارق بين الـ nft  والبيتكوين، فالبيتكوين هو جزء من العملات الرقمية بشكل عام، والعملات الرقمية هي رموز قابلة للاستبدال بخلاف الـ nft رمز غير قابل للاستبدال وملكيته لشخص فقط، ولكن البيتكوين له مئات وآلاف وملايين العملات وهو قابل للاستبدال، لكن العملات الرقمية والـ nft يتعاملون من خلال بلوك تشين.  

ما هي فكرة وأهداف كتابك "الواقع الافتراضي ومستقبل الاعلام الجديد في عصر الذكاء الاصطناعي"؟

يوضح “كتاب الواقع الافتراضي ومستقبل الإعلام الجديد في عصر الذكاء الاصطناعي”، مستقبل الميتافيرس والواقع الافتراضي، إضافة إلى توضيح كيفية تأثر وسائل الإعلام الجديدة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة من خلال توضيح الآثار المستقبلية على طريقة وصناعة وتقديم المادة الإعلامية، وعلى مستقبل مهنة الإعلام والإعلاميين، مع توضيح كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي في الإعلام الجديد وشبكات التواصل الاجتماعي.

ويتضمن الكتاب أربعة فصول، تركز على مفهوم الإعلام الجديد وتطور البيئة الرقمية، وأبرز العوامل الرقمية التي أدت لظهور الإعلام الجديد، كما يركز على تطور الويب ومستقبل الإنترنت، وكيف ساهم تطور أجيال الويب في تطور الخدمات الاتصالية مع توضيح مفهوم إنترنت الأشياء، والواقع المعزز. كما يركز الكتاب على مفهوم الواقع الافتراضي وأبرز الأدوات والأنواع والأجهزة للواقع الافتراضي، مع توضيح مفهوم الميتافيرس وطبقاته والعوالم المختلفة، كما يشرح الكتاب مستقبل الإعلام الجديد في عصر الذكاء الاصطناعي، وكيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة على مستقبل الإعلام الجديد، مع توضيح طبيعة وأشكال الإعلام في المستقبل .