بالفيديوجراف: هل تسرق التطبيقات الذكية المتعة من الساحرة المستديرة؟

تحقيق: شريف عماد

يُعد الذكاء الاصطناعي تقنية حديثة ومهمة في مجال الرياضة عامة وفي كرة القدم بصفة خاصة، فهو يساعد على تحليل البيانات وتوفير إحصائيات مهمة للفرق واللاعبين، مما يسهم في تحسين أدائهم واتخاذ القرارات بشكل أفضل خلال المباريات، ومن المتوقع أن يشهد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في كرة القدم تطوراً مستمراً في المستقبل، ما سيساعد على تحسين مستوى البطولات وزيادة المتعة والإثارة وتطوير إستراتيجيات اللعب وتوقع النتائج.. وبالإضافة إلى ذلك تتنوع استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في عالم الساحرة المستديرة، ورغم مزايا هذه الاستخدامات إلا أن النقاد الرياضيين والخبراء والعاملين في الوسط الرياضي يرون أنه ربما تكون هناك تأثيرات سلبية، وهو ما سعينا لمعرفته في سطور التحقيق التالي:   

يرى الناقد الرياضي ياسر أيوب أن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا قد يقلل من متعة كرة القدم، حيث يعتمد بعض الحكام والمدربين بشكل كبير على تطبيقات الذكاء الاصطناعي لاسيما في الدوريات الأوروبية، مما يجعلهم يفقدون قدرتهم على التحكم في المباريات أحيانا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الروح الرياضية في اللعبة، وقد تحدث أخطاء تقنية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كرة القدم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى إصابات خطيرة للاعبين، فمثلا قد يعطي الذكاء الاصطناعي بيانات خاطئة عن قدرة لاعب ما على التحمل ويوصي مثلا بإشراكه طيلة الماتش في حين أنه قد تحدث أشياء مفاجئة مما يعني أن اللاعب كان يحتاج للراحة أو لإشراكه فترة أقل وليس الماتش بأكمله وهكذا، ومن ناحية أخرى قد يسبب الذكاء الاصطناعي حالة من الضغط النفسي على الحكام، فقد يؤدي الاعتماد على هذه التطبيقات في حدوث خلل في بعض القرارات التحكيمية، فقد يعطي الذكاء الاصطناعي قرارا تحكيميا يختلف عن قرار الحكم، كما أن شعور الحكم بأن هناك آلة تراقبه يمكن أن يتسبب ذلك في تشتيت التركيز لديه فضلا عن شعوره بالارتباك، وبالتالي لا يجب الاعتماد كلياً على التطبيقات الذكية ولا يجب أيضا إلغاء دور الحكام المهم، ومن ناحية أخرى أرى أنه قد تكون تطبيقات الذكاء الاصطناعي مكلفة للأندية والمنظمات الرياضية، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إحجام بعض الأندية عن استخدامها وعدم إتاحة الفرصة بالمساواة والتنافس بين الأندية، وأخيرا التأثير على خبرة المدربين، فقد يجد المدربون صعوبة في التحكم في بعض التطبيقات الذكية، ولا ينبغي الاعتماد عليها كلياً ولابد من الاستفادة من الخبرة الفنية الواسعة والقدرات الذهنية للمدربين في اتخاذ القرارات.

1 د. طارق الأدور

ويختلف معه الناقد الرياضي محمد درويش، حيث يرى أن تطبيق الذكاء الاصطناعي في كرة القدم يمكن أن يكون له دور في تحسين أداء الفريق واللاعبين عن طريق تحليل بياناتهم وتوفير إحصائيات متعددة، كما يمكن أن يحد من أخطاء الحكام بما أنه يوفر نظامًا دقيقًا لمراقبة الحدود والأخطاء الفنية والتحكيمية والإعادات البطيئة، ومع ذلك، فإن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مفرط قد يؤدي إلى تقليل متعة المشاهدة للمباريات بعد تحول الألعاب إلى ألعاب تقنية فقط بدلاً من ألعاب ذات شغف وتشويق وصراعات بين الفرق. لكن من الناحية السلبية فقد يؤدي ذلك إلى تعرض وظائف وأدوار المدربين والحكام للتهديد في المستقبل، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي تغيير النهج التدريبي والتحكيمي وتحديد القرارات اللازمة، وبالتالي الحد من حاجتهم، ولكن يجب أن نتذكر أن التدريب على الصعيد الوطني والدولي ليس مجرد إرسال أوامر ميكانيكية، بل يتطلب المزيد من الإدارة والقيادة المتمثلة في جمع المعلومات وتحليلها وتحديد الخطط الاستراتيجية المناسبة.

وأوضح درويش أنه بالنظر إلى كل هذه الجوانب في استخدام التطبيقات والتقنيات الذكية في كرة القدم، فإنه يمكن القول إنها قادرة على تحسين المستوى الرياضي، وتحسين جودة المنافسة وتقليل أخطاء الحكام بعد نظام دقيق للمراقبة.

ياسر أيوب

خالد بيومي

ومن جانبه، يشير الناقد الرياضي خالد بيومي، إلى أن الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في منافسات كرة القدم يمكن أن تكون فعالة بشكل كبير في تحليل بيانات اللاعبين وتطوير إستراتيجيات الفريق وتحسين وتقييم المستوى، كما يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقليل أخطاء الحكام، ولكن لا يمكن أن تستبدل الحكام بالكامل، في المستقبل، يمكن أن تتبنى كرة القدم تقنيات الذكاء الاصطناعي للحد من الأخطاء التحكيمية وذلك من خلال ما يسمى بتقنية الحكم الرقمي، ولكن ذلك لن يؤثر على متعة المشاهدة وفكرة النزاعات والإثارة جزء من اللعبة، كما أنه قد تتأثر مهنة التعليق الرياضي بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ولكن من الممكن أن يستخدم المعلقون الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات ولإدخال مزيد من الإحصائيات والأرقام إلى العرض الرياضي.

ويري بيومي أنه لا يمكن إلغاء دور المدرب أو المساعد أو الحكم نفسه من اللعبة بالكامل، فهم جزء لا يتجزأ من عملية اللعبة وجهودهم مهمة في تطوير الفريق وضمان سير اللعبة بشكل سلس. ولكن يمكن أن يتغير محتوى عملهم وفقًا لتقدم التقنيات.

ومن جانبه يرى الدكتور طارق الأدور، الناقد والمعلق الرياضي، أنه يوجد العديد من التطبيقات الخاصة بالذكاء الاصطناعي في مجال كرة القدم، والتي يمكن استخدامها لمساعدة الحكام في اتخاذ القرارات الصحيحة، وتشمل بعض هذه التطبيقات التحكيم الإلكتروني، والذي يتيح استخدام تقنية الفيديو المساعدة VAR لمراجعة اللقطات المثيرة للجدل في الملعب واتخاذ القرار الصحيح، أيضا الإحصاءات الذكية، والتي تعتمد على استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع وتحليل البيانات حول اللاعبين والفرق والمنافسات والتنبؤ بنتائج الألعاب وتحليل أساليب اللعب، والتعرف على اللاعبين، ويمكن استخدام التطبيقات المتقدمة للذكاء الاصطناعي للتعرف على اللاعبين المشاركين في المنافسات، وتحليل أدائهم واسترداد بعض البيانات حولهم، وتقييم القرارات التكتيكية المتخذة، وتوفير توصيات للمدربين لتحسين أداء اللاعبين.

ويوضح الأدور أن هذه التطبيقات يمكن أن تساعد الحكام على اتخاذ القرارات بشكل أكثر دقة، وتقليل الأخطاء التي قد تؤثر على نتائج المباريات، ومع ذلك، وعلى الرغم من فوائدها، لا يزال يجب الاحتفاظ بدور الحكام في اتخاذ القرارات النهائية على الملعب بناءً على تقديرهم الخاص وليس بناء على تقدير البرامج، وبشكل عام تحتوي تطبيقات الذكاء الاصطناعي على العديد من المميزات في مجال كرة القدم ومنها الإحصائيات الدقيقة، حيث تتيح التطبيقات الاصطناعية الحصول على إحصائيات دقيقة لنقاط القوة والضعف في الفريق للعمل على تحسين أداء اللاعبين، كما يمكن تحسين التكتيكات والإستراتيجيات، والتنبؤات، ويمكن الحصول على تنبؤات دقيقة لمباريات كرة القدم من خلال تحليل الإحصائيات والمعلومات المتاحة، وبالتالي الحصول على قرارات أفضل، كما يمكن استخدام التطبيقات الذكية في تحسين التدريب وجعله أكثر فعالية، من خلال تتبع أداء اللاعبين وتحديد مجالات الضعف والتركيز عليها، وتعزيز السلامة، كما يمكن للتطبيقات الذكية مراقبة سلامة اللاعبين والتعرف على أي إصابات محتملة واتخاذ الإجراءات المناسبة.