الواقع المختلط يحدث ثورة في العالم التكنولوجي تقرير : رنا اشرف سرعان ما أصبح الواقع المختلط ، وهو مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز ، أحد أكثر التطورات إثارة في…
مخاوف مشروعة
مروان علاء
في الآونة الأخيرة، أصبح الذكاء الاصطناعي أحد أهم الموضوعات التي تثير الجدل والنقاش والمخاوف أيضاً في العالم. وبالرغم من أن البشر هم الذين ابتكروا الذكاء الاصطناعي، فإنهم في نفس الوقت لديهم شعور بالقلق من أن يصبح الذكاء الاصطناعي مصدر للخطر في المستقبل، فمثلا بعض التقارير التي قرأتها وأنا أكتب هذا المقال تتحدث عن تقنية قادمة تسمى الذكاء الاصطناعي الخارق، بمعنى أن الذكاء الاصطناعي سيفوق قدرة البشر على التفكير، وسيكون قادراً على التصرف بمفرده، فمثلا لو أن هناك روبوت يتم استخدامه في الدفاع عن النفس، فإن هذا الروبوت قد يخرج عن السيطرة ويقتل صاحبه!
أيضا من ضمن الموضوعات المثيرة للجدل، استقال موظف كبير في شركة جوجل، بعدما وجد أن أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي يعمل على تطويرها، وجد أنها خرجت عن السيطرة، وبدأت تتعامل من تلقاء نفسها، كما أنها بدأت ترد عليه وتطلب منه بعض الأمور، ولذلك فإن هناك مخاوف بالفعل من خروج هذه التكنولوجيا عن السيطرة أو إساءة استغلالها.
ومع تطور هذه التكنولوجيا الرائدة، فإن بعض المهن تواجه خطر الاختفاء بمجرد قدرتها على تحقيق أهدافها بشكل أفضل وأسرع باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ومن بين هذه المهن، يمكن أن نذكر مهنة المحاسبة، فالذكاء الاصطناعي يوفر القدرة على معالجة البيانات بشكل أفضل وأسرع، مما يمكن أن يحل محل الخدمات التي تقدمها المحاسبة اليوم، مثل تجميع البيانات وتحليلها والتقارير المالية والضريبية.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الأداء في مجالات أخرى مثل صناعة السيارات والعمليات الصناعية، وهذا قد يؤدي إلى زيادة الاستخدامات الصناعية للذكاء الاصطناعي وتقليل الاعتماد على الموارد البشرية.
ولا ينبغي أن ننظر إلى هذه التحولات بصورة سلبية فقط، فالذكاء الاصطناعي يوفر أيضاً فرصًا لتعزيز مجالات أخرى مثل تصميم المنتجات والبحث والتطوير، مما يمكن أن يؤدي إلى إنشاء وظائف جديدة في المستقبل.
ولكن، لا يزال هناك مخاوف من اختفاء بعض المهن مثل المحاسبة وتشغيل الآلات في المصانع، إلا أن الحل يكمن في تحويل العمالة من المحاسبة التقليدية إلى التخصص في مجالات جديدة والاعتماد على تطوير المهارات التي يمكن أن تساعد في بناء الذكاء الاصطناعي والتحول المتزايد في مجال العمل.
بشكل عام، يجب على العالم الاستعداد للتحول إلى هذا النوع من التكنولوجيا، والتأكد من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستكون في مصلحة البشر، وأنه لن تضر بالإنسان ولا بمستقبله مهما كان، وطبعا يجب أن نحافظ على حق الإنسان في العمل، مما يساعد في مواجهة أي تهديدات قد تعرض بعض المهن للخطر.