الواقع المختلط يحدث ثورة في العالم التكنولوجي تقرير : رنا اشرف سرعان ما أصبح الواقع المختلط ، وهو مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز ، أحد أكثر التطورات إثارة في…
تعليم الذكاء الاصطناعي
محمد يسري
يعتبر الذكاء الاصطناعي من أكثر التطورات التكنولوجية في العصر الحديث، حيث يمكن أن يعتمد عليه البشر في تنمية الاقتصاد والصناعة والتجارة ومجالات الحياة الأخرى، ويتوقع العلماء أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تغيير طريقة تفكيرنا وعملنا. ولذلك، أن نهتم بتدريس الذكاء الاصطناعي للطلاب في مراحل التعليم المختلفة.
وأرى أنه يجب علينا تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية، حيث يجب أن نستغل قدرات الأطفال الذهنية في تعليمهم فنون البرمجة، خاصة وأن الأطفال الآن هم الأكثر استخداماً للتكنولوجيا وللتطبيقات المختلفة، وأغلب الأطفال الآن يستطيعون التعامل مع الهواتف الذكية، ويمارسون الألعاب مثل الكبار تماما، كما أنهم يجيدون الكثير من المهارات التكنولوجية في سن مبكر. ولذلك فإن البدء في تدريبهم على مهارات الذكاء الاصطناعي هو أفضل استعداد للمستقبل، فالعصر القادم هو ذلك العصر الذي سيعتمد بشكل كلي على التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات التكنولوجية التي ستجعل العالم أكثر اختلافا مما هو عليه الآن.
ولذلك ندعو للاهتمام بتعليم الأطفال هذه المهارات، وهناك مدارس ومؤسسات تقوم بتعليم الأطفال فنون البرمجة والذكاء الاصطناعي بالفعل، وهذه المدارس أنشأها رواد أعمال وشباب قادرين على تغيير المستقبل، وأذكر على سبيل المثال، مؤسسة “آي سكول”، وغيرها. هكذا نرى أن التدريب على علوم ومهارات الذكاء الاصطناعي سيساعد في زيادة الوعي بالتقنية وفهم كيفية عمل أجهزة الكمبيوتر والروبوتات، فضلاً عن تعزيز مفاهيم الرياضيات والعلوم أيضا.
وفيما يتعلق بالتوظيف وخلق فرص عمل في المستقبل، يشير الباحثون إلى أن الذكاء الاصطناعي سيغير سوق العمل بشكل كبير، حيث سيؤدي إلى زيادة الطلب على المهارات الرقمية والتقنية بشكل كبير. ويمكن أن يتيح للأطفال فهم أشكال وظائف جديدة وأنواع الوظائف التي قد تكون متاحة لهم في المستقبل.
كما أن الذكاء الاصطناعي يمنح الأطفال فرصة لاستكشاف موضوعات مختلفة من خلال زيادة فهمهم للتقنيات المستخدمة في الاختراعات والمخترعين الذين قاموا بإنشائها. وبالإضافة إلى ذلك، قد تساعد الصفوف الدراسية في مجال الذكاء الاصطناعي في صقل مهارات التفكير النقدي لدى الأطفال وتجعلهم قادرين على التفكير الفعال والإيجابي فضلا عن زيادة قدرتهم على طرح الأسئلة وحل أو مواجهة أي مشكلات في الحياة.
يعتبر تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية أمرًا حاسمًا في تقديم فرص للطلاب لفهم مستقبل التكنولوجيا والاستعداد لمجالات العمل المتغيرة. إنها أداة مفيدة لتعزيز التعليم الحديث وتطويره، كما أنها ستمنح الأطفال فرصاً أفضل للعيش في مجتمع رقمي ومواكبة التطورات التقنية المتلاحقة.
هكذا يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي مثل النقش على الحجر بالنسبة للأطفال والنشء، إذا كنا نريد أن نلحق بالعصر القادم، لذلك يجب أن نبدأ من الجيل الجديد الذي سيقوم المستقبل.