هافضل أفكر

سمر علي

هافضل أفكر.. حتى لو سيطر الذكاء الاصطناعي على كل أمور حياتنا، فالتفكير هو أهم صفة من صفات البشر، وزمان كنا ندرس في الفلسفة عبارة تقول “أنا أفكر إذن أنا موجود” .. وبالتالي سيتوقف قدرة البشر على البقاء في هذا العالم إذا قرروا أن يتخلوا عن التفكير. وهذا هو أكثر المخاوف التي يشعر بها العلماء الآن بسبب اتساع قدرات الذكاء الاصطناعي لدرجة أن الآلة أصبحت تفكر وتبدع وترسم وتؤلف القصص والموسيقى كما أصبحت تغني أيضا.. إذن أين دور الإنسان بعد كل ذلك؟

الحل أن يحافظ الإنسان على صفة التفكير، وأن يظل يفكر، وأن يقرأ ويبدع ويرسم ويكتب بنفسه، وألا يلجأ للآلة إلا في بعض المواقف والظروف، لكن أن يسلم عقله للآلة بحيث تفكر بالنيابة عنه، فهنا تبدأ الكارثة والمصيبة الكبرى.

وقبل أكثر من قرن ونصف من الزمان، كان يُفترض أن يقوم الأفراد بجميع المهام المتعلقة بحياتهم يدويًا. ولكن مع التقدم السريع للتكنولوجيا، بدأ الإنسان في إيجاد حلول تستطيع تلبية احتياجاته بشكل أفضل وأسرع، فاخترع الإنسان السيارة، كما اخترع الطائرة وكافة وسائل النقل، وبدأ يطور في بعض الأجهزة التي تحقق له الراحة.

لكن المشكلة في الذكاء الاصطناعي، أنه ينافس البشر في صفات التفكير وحل المشكلات واتخاذ القرارات. فالذكاء الاصطناعي، على حسب ما قرأت في هذا المشروع، يحاكي الذكاء البشري ويقوم بتعلم الأشياء دون التدخل البشري. ويمكن استخدامه في العديد من المجالات مثل الأعمال والطب والمالية والتسويق والعلوم.

ولكن هذا التقدم لا يعني بالضرورة أن دور الإنسان يجب أن ينحصر في القليل من الأدوار، دون أي تدخل في العمليات التي تستخدم فيها التقنية. ولا يمكن للآلات الذكية أن تحل محل العديد من المستويات المتعلقة بحياة الأفراد.

وبصرف النظر عن ذلك، فإن العقل الإنساني سيظل قادر على المنافسة، بدليل أنه هو الذي اخترع الذكاء الاصطناعي، ذلك أن الإنسان لديه خبرة وقدرة على تحليل المعلومات، والتحكم في الأشياء بطريقة أفضل. فمثلاً، الإنسان يمتلك القدرة على التعبير عن مشاعره، واستخدام الجانب الفني من عقله بطريقة تعزز القيمة الإيجابية للمجتمع.

وفي النهاية، مهما كانت التكنولوجيا قوية، فإن هذا العالم يحتاج لوجود الإنسان إلى جانبه، كي يتحقق النجاح في كل الأمور التي تخدم البشرية التي يس. ولذلك دور الإنسان هو الأساس في المجتمع، وسيظل العقل البشري هو الأساس الحقيقي لأي نهضة أو تقدم في هذا العالم.

ولذلك أنا بقول “هافضل أفكر.. حتى لو سيطر الذكاء الاصطناعي”، ومهما زادت قدرة الآلة .. هافضل أفكر.