الروبوت والزومبي!

حبيبة هشام

مع تطور التكنولوجيا عموماً والذكاء الاصطناعي تحديدً، كان طبيعيا أن يشعر البشر بالخوف على مصيرهم، لأنه لأول في التاريخ يصنع الإنسان بنفسه آلة قادرة على أن تنافسه في التفكير،  لهذا أصبح الإنسان قلقاً على ما يمكن أن يحدث في المستقبل. وبالرغم من أنه قام بتطوير هذه التكنولوجيا لخدمته، إلا أن هذه التكنولوجيا أصبح يرتبط بها بعض السلبيات. فالآلات المتحركة والروبوتات الذكية أصبح بإمكانها أن تحل محل العمالة البشرية. ومن الممكن أن يحدث هذا على نحو كبير في المستقبل القريب.

بالإضافة إلى ذلك، تتزايد مخاوف البشر من عدم القدرة على التحكم في الذكاء الاصطناعي، وخاصة في حالة نشوء هذا الذكاء في صورة ذكاء عام أي عندما تتصرف الروبوتات من تلقاء نفسها، وأن تصبح قادرة على ابتكار الأشياء بكفاءة أعلى من البشر. فالبشر يخشون أن يتم استخدام هذا الذكاء في أعمال الإرهاب أو في صناعة أسلحة جديدة للتحكم في العالم، وهذا ينذر بكارثة، كما يمكن أن يخرج الروبوت عن السيطرة ويصبح أشبه بالزومبي المخيف الذي يطارد الناس في الشوارع!

وعلى الرغم من أن التقدم التكنولوجي يمكن أن يجلب فوائد كبيرة للبشرية، إلا أن المخاوف المتزايدة تسهم في إثارة القلق في الأذهان وإنشاء نوع من الوعي العام حول الموضوع. فتحاول المنظمات والحكومات العمل لوضع تدابير وقوانين تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في التهديدات الإرهابية والتدخل في شؤون الدول. ولكن هذه المحاولات لا يمكن أن تكون نهائية ولا يمكن أن تزيل المخاوف حتى يتم بناء علاقة تفاعلية آمنة ومتوازنة بين البشر والذكاء الاصطناعي.

في النهاية، نحن بحاجة إلى إدراك الحقائق حول الذكاء الاصطناعي. ولتحقيق هذا الهدف يجب أن نفهم مخاطر الذكاء الاصطناعي وأهمية إدارته، وكيفية التوافق بينه وبين العالم الذي نعيش فيه، حتى نستطيع استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تطوير العالم، وتجنب أي تأثير سلبي يؤذينا في المستقبل.

وأنا على المستوى الشخصي أرى أنه يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تطوير البشرية، وخدمتهم في مجالات الصناعة والزراعة والصحة والحفاظ على البيئة، ولكن لا يجب أن يلغي دور الإنسان أو أن يحل محل العقل البشري، فسوف يظل الإنسان في حاجة للبقاء والتأثير على كوكب الأرض، فما الذي يمكن أن يحدث إذا غاب الإنسان وحلت محله الآلات الذكية، بالتأكيد ستتوقف الحياة تماما، وسيصبح كوكب الأرض مخيفا ومظلما.

إن بقاء الإنسان هو الأساس، فالإنسان هو الذي يصنع الآلات الذكية وهو الذي يستطيع ان يتحكم فيها وأن يجعلها تعمل لصالحه، وليس العكس، فالآلة مجرد خادم للإنسان لقضاء متطلبات حياته اليومية، ومساعدته في توفير الوقت والجهد في بعض الأمور، لكن لا يجب أن تفكر بالنيابة عنه، كما أنه لا يجب أيضا أن يسلم الإنسان عقله للآلة.