الواقع المختلط يحدث ثورة في العالم التكنولوجي تقرير : رنا اشرف سرعان ما أصبح الواقع المختلط ، وهو مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز ، أحد أكثر التطورات إثارة في…
بالفيديوجراف: السيارات ذاتية القيادة تكتب نهاية عصر السائق البشري
تحقيق: سمر علي
تدخل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات في الوقت الحالي، وكان من نتائج ذلك ظهور السيارات ذاتية القيادة، حيث سيصبح السائق البشري من تراث الماضي، وتستخدم هذه السيارات تقنيات الاتصال بالإنترنت لتفادي الاصطدام والتعرف على المسارات الآمنة.. التحقيق التالي ينقلكم لهذا الواقع الجديد في عالم السيارات لنعرف متى ستنتشر هذه السيارات في مصر وما هي العقبات والتحديات التي تواجهها؟
يقول دسوقي سيد، رئيس شعبة قطع غيار السيارات بغرفة القاهرة، إن الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا حاسمًا في تطوير السيارات ذاتية القيادة. فهو يسمح للسيارات بجمع البيانات وتحليلها لاتخاذ القرارات الملائمة بشأن القيادة والمناورة بسرعة وفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل الذكاء الاصطناعي بنظام البحث والتعلم المستمر، مما يتيح للسيارة تعديل سلوكها القيادي بناءً على الخبرات السابقة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة أنظمة متقدمة مثل التعرف على الصوت والصورة والتعرف على الطريق وتحليل الحركة والكثير من البيانات الأخرى التي تساعد في تحديد موقع السيارة وتجنب العوائق والتعامل مع البيئة بأمان.
ويري دسوقي أنه من المتوقع أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تطوير السيارات ذاتية القيادة بما يوفر الراحة والأمان وتقليل عدد الحوادث المرورية، فضلاً عن تحسين حركة المرور وتخفيف الازدحام في الطرق، ويدخل الذكاء الاصطناعي في السيارات ذاتية القيادة عبر الاستفادة من تقنيات متعددة تشمل الحساسات، والكاميرات، والليدر، والرادار، والأنظمة الأخرى التي تساعد على جمع البيانات وتحليل المعلومات المتعلقة بالطريق والظروف المحيطة، ويتم تحويل هذه البيانات إلى برامج حاسوبية متقدمة، وتوظيف تقنيات التعلم الآلي وتعلم الآلة العميق لتحديد طريقة القيادة واتخاذ القرارات المناسبة، مع تعلم السيارة كيف تستخدم ذاتياً أنظمة الفرامل والدواسات عند الحاجة، كما يمكن استخدام الاتصال بالإنترنت لجمع ومشاركة البيانات مع سيارات أخرى لتحسين أداء السيارات.
ويوضح علاء السبع، عضو شعبة السيارات، أن تطوير السيارات ذاتية القيادة يواجه العديد من العقبات، على سبيل المثال، التشريعات: فتشريعات الحكومات لا تزال تُعتبر من أكبر العقبات التي تواجه تطوير السيارات ذاتية القيادة. فبعض الدول لا تسمح بتشغيل السيارات بدون وجود سائق في الداخل، بينما تتطلب دول أخرى إجراءات إضافية للحصول على تراخيص القيادة للسيارات الذاتية القيادة، فضلاً عن الأمان، حيث يُعتبر الأمان هو عامل أساسي في تطوير السيارات ذاتية القيادة. فالقدرة على الاستجابة المناسبة للظروف المختلفة، وتحديد المسارات الصحيحة بالإضافة إلى القدرة على التواصل مع السيارات الأخرى وحل المشاكل، هي نقاط تؤثر في الأمان الملاحي للسيارات الذاتية القيادة.
وحول التحديات التي تواجه السيارات ذاتية القيادة، يؤكد السبع أن التصميم البرمجي الداخلي هو أكبر التحديات، فقد يواجه المطورون صعوبة في التصميم البرمجي للبرامج والأجهزة المطلوبة لتحقيق القدرة على القيادة الذاتية بأمان، فضلاً عن التوافق مع البنية التحتية الحالية: فعلى الرغم من التطور الكبير في تكنولوجيا السيارات الذاتية القيادة، فإن التوافق مع البنية التحتية الحالية للطرق وفقاً للمعايير العالمية ما زال يشكل عائقاً لتبني تلك التكنولوجيا في دول مختلفة، والتحدي الآخر يتمثل في التكلفة: حيث يتطلب تطوير السيارات ذاتية القيادة تكاليف عالية لشراء وتجربة تلك السيارات، وهذا يمثل عاملاً آخر أيضاً في عدم تبنيها بسرعة في بعض الدول.
ويذكر صلاح الحضري، رئيس رابطة مجمعي السيارات، أنه يمكن أن تتوفر سيارات ذاتية القيادة في مصر، ولكن قد يستغرق الأمر وقتًا أطول مقارنة بالدول الأخرى بسبب العديد من العقبات والتحديات التي تواجه تطوير تلك التكنولوجيا في البلدان النامية. ومن هذه التحديات على سبيل المثال، البنية التحتية: توجد بعض المناطق في مصر لا تمتلك بنية تحتية كافية لدعم تلك التكنولوجيا، مما يشكل عائقًا أمام تطبيقها في تلك المناطق، ثانيا التشريعات: تشريعات الحكومة لا تزال تحتاج إلى إجراء تحديثات لتمكين استخدام السيارات ذاتية القيادة في مصر، ثالثا الانتشار المحدود: حيث إنه يمكن أن يكون النطاق المتاح لشراء السيارات الذاتية القيادة محدوداً في مصر، وهذا يعني أنه إذا كانت تلك التكنولوجيا قد وصلت إلى مصر، فقد تستغرق وقتًا قبل أن تحظى بشعبية كافية وتنتشر في السوق، مع ذلك، قد تحدث مصر تحولًا في المستقبل القريب تجاه تلك التكنولوجيا، بما في ذلك العمل على تجهيز بنية تحتية كافية والتحديثات التشريعية، وتوسيع نطاق توفير السيارات الذاتية القيادة في السوق.
وأشار الحضري إلى أهمية توافر عنصر الأمان، حيث يُعتبر الأمان هو الأولوية التي يتم التركيز عليها عند تطوير سيارات ذاتية القيادة، فهي تعتمد على تكنولوجيا متقدمة لأنظمة السلامة لتوفير حوادث أقل خلال القيادة، فضلا عن توفير الوقت، حيث يتمكن المستخدمون من توفير الوقت الذي يستهلكونه في القيادة بسفرهم بسيارات ذاتية القيادة، فهي تتيح لهم القدرة على العودة إلى مهامهم الأخرى، وترك القيادة للسيارة، كما تحقق هذه السيارات قدرا كبيرا من الراحة والرفاهية، حيث توفر السيارات ذاتية القيادة للركاب راحة أكبر، وتتيح لهم القدرة على الاسترخاء والاستمتاع بالرحلة بدون الحاجة للقيادة أو الانتباه للطريق، وأخيرا الكفاءة الوقودية، من خلال استخدام تقنيات حديثة في القياس والتحكم في استهلاك الوقود. كما أن السيارات ذاتية القيادة صديقة للبيئة بفضل استخدامها للوقود الأقل استهلاكًا، الأمر الذي يسهم في الحد من انبعاثات الكربون وغيرها من الغازات الضارة.