بعد دويتو الجسمي وشيرين.. الذكاء الاصطناعي يكتب ويلحن ويغني بصوت مطربك المفضل!

تحقيق: رنا أشرف

فوجيء جمهور الفن بـ “دويتو ” جديد للفنان حسين الجسمي والفنانة شيرين، حيث جاءت الأغنية باسم “يا خبر”، ولكن بعد رواج الأغنية اكتشف الجمهور أن صوت شيرين لم يكن حقيقياً، وإنما تم إنتاجه بواسطة الذكاء الاصطناعي، وذلك وفقاً لما تم الإعلان عنه من الشركة المنتجة، وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعي أصبح بمقدوره تأليف كلمات الأغاني وتلحينها وتقديمها بصوت أي مطرب. ليس هذا فحسب وإنما يستطيع الـ AI أن يكتب نوتة موسيقية كاملة.. فكيف يرى نقاد الموسيقى هذا الأمر؟ وهل يمكن أن ينافس الذكاء الاصطناعي المطربين والشعراء في الإحساس والمشاعر؟.. في السطور القادمة سألنا النقاد الموسيقيين هذه الأسئلة، كما طلبنا من شات GPT أن يكتب لنا أغنية، فجاءت الكلمات بلا وزن أو قافية أو حتى إحساس!  

غياب الروح

يقول الناقد الموسيقي أيمن الكاشف إن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الموسيقى والغناء طريقة ليست جيدة، لأنه لا يعطي للجمهور الفن الذي يريده، بل إن الجمهور عندما يكتشف أن المغني ليس هو من يغني الأغنية، بل هو الذكاء الاصطناعي فسوف يكون في حالة صدمة، ولذلك أنا شخصياً أرى أن الفن إبداع إنساني، وكان يمكن للفنانة شيرين والفنان حسين الجسمي أن ينتجا عملا فنيا سوياً، وأعتقد أن العمل سيكون وقتها تحفة فنية بدلا من توظيف الذكاء الاصطناعي، كما أنني لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قادر على إنتاج أغنية بنفس إحساس وروح المطرب أو المغني نفسه، ولكنني أرى يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إقامة حفلات أو افراح أو مناسبات، لكنه لا يمكنه أن يحل محل المطرب أو المغني روحاً وإحساساً.

وأضاف الكاشف أنه يمكن أن تكون هناك جوانب إيجابية للذكاء الاصطناعي، حيث إن العالم في تطور يوماً عن يوم، فمثلاً يمكن أن تُقام حفلة بالذكاء الاصطناعي لفنان معين، وهذا بغرض توفير تكلفة تذكرة المطرب أو المغني نفسه، وهذا ما يمكن أن يحدث في الحفلات والمناسبات والأفراح وبرامج التليفزيون. أما عن مخاوف الذكاء الاصطناعي فلا أعتقد أنه هناك ما يمكن أن نقلق بشأنه من الذكاء الاصطناعي، فالتكنولوجيا  شيء أساسي نحتاج إليه في حياتنا اليومية، مثلها مثل “الكارت الفيزا” الذي أصبح في متناول الجميع حاليا.

تهديد مباشر

أما الكاتب والناقد الفني محمد فوزي السيد، فيقول إنه بكل تأكيد سوف يكون هناك تهديد مباشر لصناعة الموسيقى مثل مجالات أخرى كثيرة خاصة، إذا تم استخدام الذكاء الاصطناعي بدون ضوابط قانونية معينة مثل حقوق الملكية الفكرية، خاصة أنه إلى الآن لا توجد حقوق ملكية فكرية لصوت المطرب، وإنما تقتصر الملكية الفكرية على الكلمات والألحان، وبالتالي يجب بناءً على ذلك أن يكون هناك ضوابط قانونية معينة للحد من تغول استخدامات تقنية الذكاء الاصطناعي في مجال الفن عموماً.

وأضاف فوزي أن الذكاء الاصطناعي قادر على إعطائنا أغنية كاملة بالتأكيد من حيث الكلمات والألحان والتوزيع والغناء أيضا، لكن المختلف في الفن وفي كل الفنون هو الإحساس البشرى الذي يعطي نكهة مختلفة فى الإبداع عن أى شئ آخر، حتى الأصوات الموسيقية التى يستخدمها الموزعون رغم أنها موجودة ومتاحة لكن يظل من الضروري أن يتم توظيفها في عمل هارمونى مع بعضها بلمسة بشرية. أما الجوانب الإيجابية فيمكن تحديدها بعد الاستخدام أي يمكن أن نقول أن الذكاء الأصطناعي يختصر وقتاً أو مجهوداً معيناً بكل تأكيد، ولكن بالنسبة للمخاوف فمن وجهة نظري هي أكثر بكثير، لأنها تهدد الشاعر والملحن والموزع الموسيقي بشكل مباشر، وتهدد بالاستغناء عنهم واستبدالهم بنصوص وألحان وموسيقى جاهزة،  وأيضاً تهدد بأنه يمكن إصدار أغنية بصوت فنان معين، لكنه لم يغنها، وهنا يكمن التأثير السلبي على الفنان لأنه يمكن استخدام صوته مثلاً فى كلمات لا تليق به ولا بتاريخه.

كتابة النوتة

ويذكر الناقد الموسيقي عبدالرحمن طاحون أن الذكاء الأصطناعي سوف يمثل تهديداً مباشراً للمطربين جميعاً، كما أن فتح المجال للـ AI على مصراعيه سوف يجعل الموضوع أكثر عشوائية والملحن الكبير مروان خوري قال لي غدا سنرى “الـ AI بيلحن”. وبالطبع الذكاء الاصطناعي غير قادر على إعطائنا أغنية بنفس إحساس المطرب، لأن الأحساس هو طابع بشري لا يوجد أي آله على وجه الأرض يمكنها أن تشعر بالمشاعر أو الإحساس، فيمكن للآلة أن تُنهي عمليات حسابية فائقة الذكاء في غضون ثوانِ بكل دقة، ولكنها لا يمكنها أن تحس، ومهما كان الذكاء الاصطناعي متطوراً فبكل تأكيد لن يستطيع أن ينتج أغنية بنفس إحساس المطرب، وذلك لأن هناك عوامل كثيرة تدخل في الموضوع، فهناك مطربون يعبرون عن تجربة شخصية، حتى المستمع يمكن للأغنية أن تلمس تجربة خاصة به أو إحساساً معيناَ لديه.

ويضيف طاحون أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في بعض عناصر الأغنية والتي تتمثل في: (الكلمات – اللحن – الأداء – التوزيع) وتكمن الاستفادة هنا في أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقترح علينا كيف يمكن أن نلحن الأغنية، فعلى سبيل المثال يمكن للـ AI أن يقترح علينا كيف أبدأ أغنية بعزف البيانو أفضل من الجيتار، مما يعني أنه يمكن أن نستفيد به في اقتراحات تخص الموسيقي أو تكوين الأغنية، وإذا كان الـAI  متطوراً، فيمكن أن يعطينا أيضاً النوتة الموسيقية، أي نعطي للذكاء الاصطناعي اللحن ويكتب هو النوتة الخاصة باللحن، وذلك لأن كتابة النوتة الموسيقية بشكل يدوي تأخذ وقتاً كبيراً جداً، كما يمكننا أن نفعل العكس أي نعطيه النوتة، وهو يقوم بإخراجها على شكل موسيقى.

مخاوف متوقعة

وحول المخاوف المتوقعة من استخدام الـ AI في مجال الموسيقى، يؤكد طاحون أن الـ AI يشكل تهديداً حقيقياً لكل صاحب موهبة، فسواء كنت موهوباً أم لا فالذكاء الاصطناعي سيقوم بتأليف وتلحين الأغنية وإخراجها على أكمل وجه، أيضاً سوف يقضي على موهبة التلحين، لأن الذكاء الاصطناعي سوف يعطي لي لحناً حزيناً إذا أردت منه فعل ذلك، وبالتالى سوف يتم الاستغناء عن الملحن، ولكن كما قلت لن يستطيع إنتاج نفس إحساس الملحن، وإذا استمرت الأمور على نفس النحو فإنه بعد 10 أو 20 سنة، لن يكون هناك ملحنون، كذلك الحال بالنسبة للمؤلفين حيث يقوم الذكاء الاصطناعي حالياً بتأليف القصائد سواء كانت أغنية حزينة أو رومانسية فسيكون قادرا وقتها على تأليف الكلمات بكل سهولة، لكن المؤكد أنها ستكون كلمات بلا  أي إحساس نهائي.

ونعرض لكم هذه الأغنية، حيث طلبنا من الذكاء الاصطناعي أن يكتب لنا كلمات أغنية قريبة من كلمات وأسلوب الشاعر أيمن بهجت قمر، وكانت النتيجة كالتالي:

يا قلبي اللي حبك اتعب

وانت عارف انك اللي بتقصده

وغيرك مالوش داعي يقرب

انا عارف انك اللي بتحبه

بتحلم بيه وتتمنى تلاقيه

وتقول في نفسك انت يا حبيبي

والدنيا بتبقى حلوة اوي

لما انت جنبي وحبك يزيد

بس الواقع بيبان عكس الحلم

وبيجيبلك قلق وهم وعلة

وياخد منك كل الأمل

ويخليك تقول يا حظي العليلة

بس انا قلبي مابينك وبين حد

ومش هسيبك ولا هنساك

واعرف ان الدنيا بتتعب

بس معايا هتلاقي الراحة

فرحتي بيك بتزيد كل يوم

وحبي ليك مابينقصش غير يزيد

وانت اللي باقي جوا قلبي

ومش هسيبك ولا هنساك يا حبيبي.