الواقع المختلط يحدث ثورة في العالم التكنولوجي تقرير : رنا اشرف سرعان ما أصبح الواقع المختلط ، وهو مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز ، أحد أكثر التطورات إثارة في…
مستشار مجلس الوزراء للتحول الرقمي: تطبيقات الدردشة ستلغي عقل الإنسان قريباً!
حوار : سمر علي
أصبحت تطبيقات وبرمجيات الذكاء الاصطناعي محل جدل عالمي في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل ما يتردد حول تأثيرها الكبير على الوجود الإنساني، وما يمكن أن تحدثه من تحولات هائلة في كافة الأنشطة، وهو ما يدفعنا للبحث عن مدى حقيقة هذه المخاوف، فضلاً عن التعرف على آخر ما وصلت إليه الآلات الذكية من تطور وقدرة فائقة على التعلم ومنافسة البشر.. في هذا الإطار أجرينا هذ الحوار مع المهندس زياد عبدالتواب، خبير أمن المعلومات، ومقرر لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، ومساعد أمين عام مجلس الوزراء للتحول الرقمي.. التفاصيل في السطور القادمة:
كيف ترصد لنا البدايات الحقيقية للذكاء الاصطناعي؟ وماذا كان الهدف من هذه التكنولوجيا؟
بدايات الحديث عن الذكاء الاصطناعي، وقدرة الآلة على محاكاة العقل البشرى تعود إلى عام 1943 أي قبل 80 عاماً من الآن، ثم عاد الحديث عنه في ستينيات القرن الماضي، وكانت الفكرة تصطدم دائماً بضعف القدرات الحسابية للحواسب الآلية وقلة البيانات المتاحة قبل انتشار شبكة الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، ولكن كانت الحركة الأكثر نشاطاً مع الألفية الثالثة وانتشار تطبيقات شبكة الإنترنت، وبزوغ تقنيات حديثة مثل إنترنت الأشياء (Internet of Things) وزيادة أعداد مستخدمي الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية والتي أوصلت اعداد مستخدمي الشبكة إلى حوالى 5 مليار مستخدم من أصل 8 مليار إنسان.
كيف تشرح لنا فكرة "تعلم الآلة"؟ وكيف أحدثت هذه الفكرة تطوراً مذهلاً في السيارات ذاتية القيادة وتشخيص الأمراض والعلاج وحل المشكلات؟
تعلم الآلة أو ما يُطلق عليه Machine Learning هو ببساطة عبارة عن تطوير لقدرات الآلات لتستطيع أن تتعلم، وأن تطور من أدائها مع الوقت بدون تدخل بشرى، أي أن التدخل البشرى يكون في البداية فقط، ويبدأ تعلم الآلة من إمدادها بالبيانات الأولية، ثم برمجة الخوارزميات، ثم تقوم الآلة بالتعلم واكتساب الخبرات والمهارات مع الوقت، ومن خلال التفاعل والاحتكاك بالواقع، فالسيارات ذاتية القيادة على سبيل المثال تبدأ برمجتها بالقواعد الأساسية للمرور والقيادة، ولكن مع الوقت ومع وجود السيارة في الطريق لمدة معقولة، فإن هذه القدرات تتطور وتتحسن تلقائياً، نفس الأمر بالنسبة لباقي المجالات مثل تشخيص الأمراض والقيام بالعمليات الجراحية وحل المشكلات وخلافه.
أخر الأخبار
تصنيفات
هناك من يحذر من خطورة ما يسمى بـ "الذكاء الاصطناعي الخارق" على الإنسان في المستقبل.. ما معنى هذا المفهوم؟ وهل يمكن أن يقود الروبوت هجوماً على الإنسان وأن يخرج على السيطرة مثلما تقدمه الأفلام؟
الكثير من خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي يحذرون بالفعل من هذه التقنية تحديداً إذا سُمح للروبوتات العاملة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بأن تقوم باتخاذ قرارات وتنفيذها بدون أي تدخل بشرى، في هذه الحالة قد تكون خطيرة بالفعل سواء لما قد تصل إليه من قناعات في أسلوب العمل أو إصابتها بهجمات سيبرانية تخرب الخوارزميات المحركة لها.
خوارزميات متابعة المشاعر والعواطف والاهتمامات الإنسانية على مواقع التواصل الاجتماعي.. لماذا قلت أنها أخطر من أجهزة الاستخبارات؟
هذه الخوارزميات تستطيع التعرف على ما لا يمكن لأي جاسوس طبيعي التعرف عليه، فالجاسوس يستطيع أن يرصد الحركات والتصرفات والبيانات العلنية، وربما السرية، ولكنه لا يستطيع أن يعرف ما يفكر فيه الإنسان، أما هذه الخوارزميات فإنها تستطيع التعرف على ما يفكر فيه المستخدمون وتفضيلاتهم في الأمور المرتبطة بالسلع والخدمات وقرارات الشراء هكذا، أيضا التوجهات السياسية والاجتماعية ورصد الحالة النفسية ودرجة الوعى والانتباه، وهنا تكمن الخطورة، هذا بالإضافة إلى أن هذا التحليل يمكن تلك الخوارزميات من توقع الخطوات المستقبلية التي سيقوم بها المستخدم أيضاً.
كيف يمكن للمستخدم العادي أن يحمي نفسه من هذا التتبع أو التجسس على اهتماماته والمضايقات التي يتعرض لها مثل الإعلانات وخلافه؟
يمكن ذلك من خلال التقليل من البيانات الحقيقية التي يتيحها عبر تلك التطبيقات، وأن يحترس في الضغط على أي رابط مجهول، وأن يتم تحديث كلمات السر كل فترة قصيرة، ولتكن شهراً مثلاً، وأن يتم إيقاف الخواص الإضافية كالتتبع من خلال الأقمار الصناعية وعدم وضع بيانات شخصية أو هامة أو حساسة على اي وسيط متصل بشبكة الإنترنت قدر الإمكان.
ما رأيك في معدلات اهتمام مصر بالذكاء الاصطناعي؟ وهل ترى أن البنية التحتية التكنولوجية في مصر كافية لهذه التكنولوجيا؟
الاهتمام يتزايد وليس أدل على ذلك من إنشاء المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعي وإطلاق الإستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي أيضا، وكذا التوسع في الجامعات التكنولوجية، وإنشاء أقسام أو كليات للذكاء الاصطناعي تحديداً، بالإضافة إلى البرامج التخصصية في هذا المجال، وعلى مستوى التطبيق أيضا من خلال دمج تلك التقنيات في العديد من الأعمال مثل مجال الزراعة والنقل.
هناك تحذيرات من تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف.. في اعتقادك ما الوظائف المرشحة للاندثار في المستقبل؟
في البداية ستكون التهديدات للوظائف البسيطة كالسكرتارية وموظفي الدعم الفني، ولكن مع الوقت ستطال وظائف أخرى كالمبرمجين والمحامين وبعض مجالات الطب والإعلام كالمذيعين والمدرسين والمحاسبين وغيرهم.
الشريحة الإلكترونية التي قال إيلون ماسك أنه سيزرعها في عقل الإنسان.. إلى أي مدى يمكن أن تنجح هذه الأفكار؟ وما خطورتها؟
هذا الحديث يدور منذ أكثر من عامين وأن هذه الشريحة ستتصل بالنهايات الطرفية للخلايا العصبية في مخ الإنسان لتقوم مقام الموصلات التالفة وقد تساعد في الشفاء من أمراض مختلفة مثل الشلل، وقد يتم تطويرها في المستقبل ليمكن السيطرة على الإنسان عن بعد وأن ما تم من تجارب حتى الآن كان على عدد من القردة، والحقيقة أنني لا أعتقد أن هذه التقنية ستكون بهذه الصورة التي يحاول إيلون ماسك الإيحاء بها، فالأمر سيكون في غاية الصعوبة عندما يتعلق بجسم الإنسان، وخاصة المخ، وهو الذى يُعتبر أكثر أجزاء الجسم تعقيداً وحساسيةً.
كما ابتكر فريق من العلماء روبوتات مجهرية يتم التحكم فيها مغناطيسياً لتقتل السرطان، حيث تنتشر «الآلات الصغيرة» حول الأورام وتطلق أدوية العلاج الكيميائي. وعمل العلماء في قسم الذكاء الطبيعي في معهد ماكس بلانك للأنظمة الذكية على دمج الروبوتات مع علم الأحياء من خلال تزويد بكتيريا معينة بمكونات اصطناعية لبناء روبوتات هجينة بيولوجية، ويمكن لجيش من البكتيريا «الهجينة البيولوجية» أن «يشن الحرب» على الخلايا المريضة، تاركاً الأنسجة السليمة وشأنها، ويمكنه إحداث ثورة في علم الأورام.
هل تعتقد أن هناك دوافع أو أهداف خفية من وراء شات جي بي تي؟
الأهداف الخفية قد ترتبط بالأفكار والقدرات العقلية للإنسان وتعطيلها، فالثورة الصناعية أبدلت القوة العضلية للإنسان بقوة الآلة، والآن فإن هذا التطبيق، وغيره من تطبيقات الذكاء الاصطناعي ستحل محل عقل الإنسان، وهنا تكمن الخطورة. هذا بالإضافة إلى الإنحيازات الواضحة لتلك التطبيقات وتأثير ذلك على ثقافة الأجيال القادمة وعلى العادات والتقاليد والقيم والأعراف والأيديولوجيات المستقرة في مجتمعاتهم.
ما خطورة استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الإرهابية واختراقات الأمن السيبراني؟
الخطورة تكمن في تطوير تلك الهجمات بصورة لن يستطيع العقل البشرى ولا أنظمة الدفاعات السيبرانية أو مكافحة الإرهاب رصدها ولا السيطرة عليها وهنا تظهر الحاجة إلى مكافحتها من خلال أنظمة تعمل بنفس الآليات والتقنيات أيضاً.
ماذا عن محتوى الكتابين الأخيرين الذين أصدرتهما عن الذكاء الاصطناعي؟
الكتاب الأول تحدث عن الوعى الرقمي بصورة عامة، وهذا يظهر من عنوانه “صفر واحد مدخل إلى الوعى الرقمي”، حيث يتحدث عن عصر المعلومات وتطوره وتطور استخدام تلك التقنيات في كافة المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية والحياة اليومية أيضاً، وتأثير شبكات التواصل الاجتماعي على تغيير أنماط الحياة المختلفة، كما يتعرض للتشريعات الرقمية والمخاطر السيبرانية وسبل إعداد إستراتيجية للتحول الرقمي والأمن السيبرانى.
أما الكتاب الثاني فيتحدث عن الذكاء الاصطناعي وعنوانه “الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات”، ويتحدث عن تطور هذا العلم واعتماده على البيانات الكبيرة وتحليلها big data analysis والاستخدامات المختلفة له في كافة المجالات ومنها بالطبع مجالات التعلم والصحة والثقافة والفنون والتصنيع والزراعة والأمن السيبرانى وخلافه، بالإضافة إلى عرض لأمثلة عملية لتلك التطبيقات وربط ذلك بوظائف المستقبل.