الواقع المختلط يحدث ثورة في العالم التكنولوجي تقرير : رنا اشرف سرعان ما أصبح الواقع المختلط ، وهو مزيج من الواقع الافتراضي والواقع المعزز ، أحد أكثر التطورات إثارة في…
بالفيديوجراف: فيديوهات مزيفة لقادة العالم.. خبراء: الديب فيك يهدد بإشعال الحرب العالمية الثالثة!
تحقيق: حبيبة هشام
أتاحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي الجديدة إمكانيات وفرصا غير محدودة للتلاعب بالصور والفيديوهات وإعادة إنتاجها لأغراض خبيثة وبشكل يتسبب في إحداث فوضى قد تقود لحرب عالمية ثالثة من لا شيء وفقا للخبراء، حيث أصبح بالإمكان الآن إنتاج مقطع فيديو شبه حقيقي للرئيس الأمريكي وهو يهدد بغزو الصين! هذا ما يطلق عليه الآن “الديب فيك” أو التزييف العميق، وهو عبارة عن تقنية من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتي تُستخدم لإنتاج فيديو أو التعديل على محتواه بشكل كامل ليستعرض شيئًا لم يكن موجودًا في الأصل.. خطورة هذه التقنية أنها قد تسبب في خلق واقع مليء بالشائعات والصراعات والإساءة لسمعة بعض الشخصيات والعبث بوجوه النجوم والمشاهير وإدخال وجوههم في فيديوهات لا علاقة لهم فيها.. في السطور التالية قررنا أن نقتحم هذا العالم الغامض المليء بالإثارة والخوف والقلق.. عالم الديب فيك.. فكان هذا التحقيق:
في أخريات عام 2018، ظهر الحديث لأول مرة عن الديب فيك، حيث حذر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من خطورة هذه التقنية، وفي يناير 2019 بثت شبكة فوكس التلفزيونية الأمريكية مقطع فيديو مصنوعاً بتقنية التزييف العميق للرئيس السابق ترامب خلال خطابه في المكتب البيضاوي، وكان هدف الفيديو أن يؤكد على خطورة هذه التقنية. من جانب آخر، قدم المسلسل الشهير The blacklist في إحدى حلقاته نبذة عن خطورة التزييف العميق، حيث قام أحد المجرمين بتوريط عالم ذكاء اصطناعي عبر تزييف متقن لفيديو يظهره وهو يهدد بعمل إرهابي ضد الولايات المتحدة.
التزييف العميق
كان الهدف من هذه التقنية في البداية التسلية والترفيه، لكن بمرور الوقت بدأ يتم استغلالها لأغراض غير أخلاقية ومن أجل تحقيق أجندات خاصة سياسية وأمنية وغير ذلك، هذا ما يؤكده الدكتور محمود فرج، الخبير في مجال الأمن السيبراني، حيث يقول:” ديب” يعني عميق و “فيك” يعني مزيف، ووفقا للمعنى الحرفي للمصطلح فإن مبرمجي الذكاء الاصطناعي يقومون بعمل “العمق” لكي يستخرجوا منه حاجة “فيك” أو مزيفة، فعلى سبيل المثال، يتم استخدام صورة شخص ما لإنتاج فيديو مزيف ويبدو للمشاهد للوهلة الأولى وكأنه فيديو حقيقي، وهنا تكمن خطورة الذكاء الاصطناعي في أنني أعطيه أي صور أو ملفات أو فيديوهات ثم يقوم بإنتاج منتج مزيف، مثل قصة فتاة المنصورة نيرة أشرف، رحمها الله، فقد استخدموا أدوات وتطبيقات الديب فيك وأنتجوا لها فيديوهات وصورا غير أخلاقية، أيضا تم إنتاج فيديو للرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث قام شخص بتزييف فيديو يهاجم فيه دولة ما، مما تسبب في خلق أضرار وصراعات وخلافات بين أمريكا وبعض الدول الأخرى، وهكذا يترتب على هذه التقنية أضرار شخصية للشخص نفسه أو أضرار إسترتيجية على مستوى الدول، كما يتم استهداف الشخصيات العامة ومشاهير وشخصيات دبلوماسية وأصحاب شركات كبيرة ورجال أعمال ومسئولين حكوميين، كما يتم استخدام هذه التقنية في الابتزاز والتشهير وافتعال الفضائح. لكن على الجانب الآخر، يتم استخدام هذه التقنية أحيانا في بعض الأعمال الفنية، فمثلا أصبح بالإمكان إظهار أحد الممثلين الراحلين وكأنه حي يرزق ويشارك في تمثيل بعض الأدوار في أحد الأعمال الفنية الحديثة أو المعاصرة.
أخر الأخبار
تصنيفات
اختراق الحسابات
أما وليد حجاج، الخبير في مجال أمن المعلومات، وعضو لجنة الثقافة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، فيقول إن الديب فيك تسببت في إحداث حالة من القلق العالمي، مما دفع العديد من الحكومات لفرض رقابة صارمة على هذه التطبيقات ومنعها من التداول والتحذير بشأن إنتاج مقاطع فيديو تخص شخصيات عامة أو سياسية. ويطلق على هذه التقنية اسم الخداع العميق، حيث إنه يمكن لشخص أن يقلد صوت أحد أو يركب نصوصاً معينة على صور أشخاص فيخدع أي أحد يسمعه أو يركب كلاماً على صوت أي شخص مشهور، وقد تجاوزت هذه التقنية كافة الخطوط الحمراء، حيث يتم استخدامها في اختراق الحسابات أو الخدمات البنكية التي تستخدم بصمة الصوت، بمعنى أن تكون تعتمد كلمات السر على بصمة الصوت، حيث أصبح في الإمكان أن يتم تزيف وتزوير كلمة السر، ويتم أخذ نماذج من صوت الشخص، ويتم تدريب الذكاء الاصطناعي عليه لكي ينتج نفس الصوت.
فيك أكونت
ويوضح الدكتورعادل عبد المنعم، الخبير الدولي في مجال الأمن السيبراني، أن “الفيك أكونت” العادي أو الحساب الوهمي يقوم على انتحال شخصية شركة أو مؤسسة أو بنك، وذلك بعمل صفحة وهمية لخداع المستخدمين أو العملاء الذين يتواصلون معي بهدف سياسي أو اقتصادي أو مالي أو اجتماعي، لكن هذا النوع من التزييف أصبح يتم بعمق شديد واحترافية عالية، لدرجة أنه لم يعد من السهل التمييز بين الحقيقي والزائف، وقد أصبحت هذه التقنية تستخدم على نطاق واسع حتى في مجال التسويق، فعندما أدخل أشتري من ويب سايت عليها إعلانات سواء أجهزة أو ملابس فلو الويب سايت فيك فبالتالي سيأخذ مني الفلوس ولن يورد السلعة التي دفعت ثمنها، وبالتالي أصبح له ضحايا كثيرون والضحايا هنا متنوعون على حسب الموقف، فهناك الفيك سايت أو الشخص الذي يعمل موقع مصطنع للنصب والاحتيال وجمع الأموال، وقد يكون الضحايا من الشخصيات العامة، حيث يتم ابتزاز المشاهير من خلال فيديوهات مزيفة باحترافية شديدة، أيضا نلاحظ أن مستخدمي السوشيال ميديا يخضعون لعملية تسمى re engineering أو متابعة مستمرة للمعلومات الخاصة بهم، بحيث يتم مخاطبتهم بالطريقة التي تحبونها والتي تظهر من خلال المعلومات التي يجمعها الفيسبوك، والدولة على المستوى الحكومي أو البنوك أو الجهات الصناعية الكبيرة يحاولون باستمرار لعمل دفاعات عميقة من الأمن السيبراني.
رقصة الملكة
ويشير المهندس أيمن زكي، رئيس قطاع أمن المعلومات بشركة (I-score)، إلى أن تقنية الديب فيك تعتمد على استخدام آليات الذكاء الاصطناعي في إنتاج فيديوهات من العدم لأشخاص بكلام غير صحيح وبتجسيد شخصيتهم وصوتهم من خلال برمجيات خاصة، مما يخلق حالة من الفتنة الطائفية ومشكلات سياسية وفضائح،
أيضا بعض الممثلين مثل “بروس ويليس” باع وجهه لأنه في مرحلة عمرية لا تسمح له بتمثيل أفلام الأكشن أو عمل إعلانات، فقام ببيع وجهه لإحدى شركات الدعاية والإعلان لكي تستخدم وجهه في فيديوهات معمولة بتقنية الديب فيك، فضلا عن الإعلان عن منتجات، أيضا يمكن أن يستخدم في أفلام كما حدث في فيلم ( فاست أند فيروس)، وبالتالي يمكن أن يستخدم في عمل منتجات تلفزيونية أو إذاعيه في حالة عدم وجود الممثل. وقد تم مؤخرا استخدام هذه التقنية في أغراض سياسية خبيثة، منها على سبيل المثال تصريحات مزيفة على لسان الرئيس الأمريكي وهو يشتم الرئيس الروسي، وأيضا تم نشر فيديوهات لملكة إنجلترا الراحلة وهي ترقص احتفالا برأس السنة.
الحالات الخطرة
ويشير مجدي إلى أن أكثر الأمراض النفسية التي من الممكن أن تحتاج لهذه النوعية من التطبيقات هي الاكتئاب لأن أعراضه معروفة ومحددة مثل النوم والقلق والتوتر، لكن هناك حالات لا يمكن أن يصلح معها الروبوت، فمثلا الشخص الذي يعاني من الهلاوس والضلالات والذهان، ففي هذه الحالة يجب أن يكون الطبيب إنسانا حتى يستطيع أن يتعامل مع هذه الحالة المعقدة لأن المريض في هذه الحالة قد لا يستطيع أن يعبر عن آلامه باختصار مش قادر يشتكي، وهذا يتطلب أن يكون الطبيب واعيا جدا لخطورة هذه الحالة، وفي هذ الموقف لن يستطيع الروبوت أن يفعل شيئا! ولذلك أرى أن الروبوت لن يحل محل الطبيب النفسي بشكل كامل، وقد يحدث ذلك في بعض التخصصات الطبية الأخرى، ففي الأمراض الجلدية مثلا ممكن أن يأخذ الروبوت صورة المنطقة المصابة ويقارنها بصور الأعراض التي يحتفظ بها ويعرف مثلا أن هذه صدفية، لكن بالنسبة لتخصص الطبيب النفسي فإن الموضوع صعب لأن الأعراض النفسية باطنية أكثر وليست ظاهرة. كما أن الطبيب النفسي يحتاج دائماً أن يخوض في تفاصيل معينة تخص ظروف حياة المريض، فالمسألة ليست مجرد أعراض، وفي بعض الأحيان يحتاج المرضى النفسيون للتفاعل الإنساني وهذا لا يمكن أن يقدمه الروبوت.
استشارات سريعة
ويضيف مجدي أن الذكاء الاصطناعي قد يفيد في تقديم الاستشارات السريعة والأمراض الواضحة، لكن اضطرابات الشخصية والإدمان مثلا لن يكون مفيدا فيه، وفي مسألة التشخيص سنجد أنه لو الأعراض واضحة سيكون التشخيص دقيقا، وبالمناسبة التشخيص في الطب النفسي شديد التعقيد، وهناك تشخيص أولي وثانوي فمثلا من الممكن أن يشخص طبيب حالة مريض نفسي على أنه يعاني من اكتئاب، بينما يرى طبيب آخر أنه يعاني من القلق، وقد يرى طبيب ثالث أنه مجرد وسواس قهري، وهكذا فإن دقة التشخيص متفاوتة ولا تتعدى 50%.